"سلسال الباشا" يكشف أسرار أمراء وأميرات الأسرة العلوية
صدر حديثا عن دار الرواق كتاب "سلسال الباشا" للكاتبة والباحثة في التاريخ سهير عبد الحميد والذي يتضمن سير أكثر من 50 شخصية من أمراء وأميرات الأسرة العلوية ظل تاريخًا مجهولا كما تقول الكاتبة، إذ جاء تركيز أغلب الدراسات التاريخية السابقة على حكام الأسرة، بينما اهتم هذا الكتاب "سلسال الباشا" بصفة خاصة بدراسة تاريخ أمراء وأميرات الأسرة؛ ففيه من الدراما ما يفوق الخيال وفيه من التفاصيل الإنسانية ما يستوجب الغوص فيه . كما أن هناك شخصيات لم يتم تناولها من قبل فبقت في الظل لأنها كانت بعيدة عن أضواء السياسة وبهرجها رغم إسهاماتها في مجالات أخرى مثل : الأميرة قدرية حسين الأديبة وشقيقتها الرسامة الأميرة سميحة حسين ، والأمير إسماعيل داود صاحب الفضل في تأسيس الحياة الرياضية في مصر ، والأمير حيدر فاضل أول من ترجم القرآن إلى الفرنسية . كما أن هناك شخصيات كان لها دور تاريخي مفصلي منهم الأمير حليم وعلاقته بالماسونية وعرابي.
وتضيف سهير عبد الحميد، الكتاب يبين الدور الوطني لعدد كبير من أمراء وأميرات الأسرة العلوية مثل الأمير عمر طوسون صاحب فكرة تأسيس وفد للمشاركة في مؤتمر الصلح بفرساي دفاعا عن استقلال مصر والأميرعزيز حسن الذي تم نفيه من الإنجليز بسبب مواقفه الوطنية وأيضا إسهاماتهم في الحياة العلمية والثقافية كما فعلت الأميرة فاطمة إسماعيل صاحبة الفضل في تأسيس جامعة القاهرة ، والأميرة أمينة إلهامي التي أنشأت مدرسة متخصصة للحفاظ على الحرف والفنون اليدوية التراثية تخرج فيها الأسطوات المهرة في كل المجالات.
كما يتناول الكتاب الأوقاف الخيرية التي أنشأتها نساء الأسرة العلوية من مدارس وأسبلة وكتاتيب خدمة للمجتمع . ومن بينها مبرة "محمد علي " الخيرية التي أنشأتها الأميرة "عين الحياة " لعلاج النساء والأطفال ، تناوبت أميرات الأسرة على رئاستها.
وتؤكد سهير عبد الحميد: ليس الغرض من هذا الكتاب تبييض وجه الأسرة العلوية . بل هو محاولة لتقديم سيرة موضوعية لأبرز رموز تلك العائلة، وفق وقائع تاريخية مثبتة وموثقة وليس وفق أهواء شخصية ، ومن منطلق أن الحكم على التاريخ وشخوصه لا ينبغي أن يكون على طريقة إما اللون الأبيض أو الأسود ، فإما ملائكة متوجين بتاج النبوة لا يشوبهم دنس أو نقيصة وإما شياطين فاسدون مفسدون لا يتمتعون بأي فضيلة. فنحن نتحدث عن بشر يخطىء ويصيب، فالأمير سعيد حليم – على سبيل المثال – ورغم حديثه عن الإصلاح الفكري والديني، تورط في مذابح الأرمن التي ارتكبتها الدولة العثمانية. والأمير محمد علي توفيق ورغم افتتانه بالفن والعلم والرحلات فإن سعيه للجلوس على العرش لم يمنعه يوما من التودد للإنجليز حتى يعينوه على تنفيذ حلمه ، والأميرة نازلي فاضل رغم ثقافتها الواسعة وأفكارها عن تحرير المرأة كانت صديقة للمحتل الإنجليزي وترى أن مصر ليست مهيئة للمطالبة بالاستقلال.
يعد "سلسال الباشا" الكتاب الخامس للكاتبة والباحثة سهير عبد الحميد إذ صدر لها : قصور مصر عن الهيئة العامة للكتاب، وأسكندرية من تاني عن الهيئةالعامة لقصور الثقافة، وعلى عتبة المقام عن دار الرواق واغتيال قوت القلوب الدمرداشية عن دار ريشة.